Mr.7oOP المديرون
عدد الرسائل : 3133 العمر : 29 عملــي : مزاجي : تاريخ التسجيل : 30/05/2008
| موضوع: توم وجيرى من ايام الفرعنة السبت ديسمبر 27, 2008 8:25 am | |
| تحتوي القصص الشعبي لقدماء المصريين كما هي الحال لدى جميع الشعوب الاخرى على ثروة هائلة من الحكايات التي انتقلت من جيل إلى جيل في لغة تليق بذوق شعب مولع بالبلاغة اللفظية. لكن تلك القصص والحكايات لم يصلنا منها إلا ما تم تدوينه كتابة فبقى لنا محفوظا وقد حظيت الحيوانات بنصيب وافر من قصص المصريين القدماء الذين قدسوها واعتبروها رموزا لآبائهم ثم ما لبثوا أن عبدوها.
ونشأت عبادة المصريين للحيوانات قبل سنة 3000 قبل الميلاد. وكان القط من أكثر الحيوانات تقديسا وذكرا في النصوص والقصص الفرعونية المسجلة فوق جدران المقابر والمعابد المصرية القديمة. وتروي تلك النصوص والصور التي رسمت بعناية إن مصر عرفت نوعا من القطط البرية يسمى «شوس» منذ عصور ما قبل التاريخ وكان يرى دائما قرب حدود الصحراء.
وكان «شوس» القصير الذيل والممتليء الجسم صياد شرس وميال إلى الاعتداء على الدوام. وهناك أيضا «القط العظيم» الذي ذكر في كتاب الموتى بأنه «كائن شمسي قديم غاية القدم وأنه يحمي الناس ويمزق الافعى الشريرة إربا أسفل جذع الشجرة المقدسة». أما القط المصري الاليف الودود المبهج فترجع أول إشارة له إلى حوالي سنة 2100 قبل الميلاد فكان اسم أحد رجال حاشية الملك منتوحب الاول «القطة» .
وإلى هذا التاريخ أيضا تنسب أول مومياء عرفت لهذا الحيوان. وتعج مقابر الفراعنة في الاقصر بصور لصاحب القبر وزوجته وتحت مقعدها قط سمين ذو فراء ناعم وأذنان طويلتان وشوارب وهو يأكل سمكة. كما أودع قدماء المصريون في معبد القطة ببو باسطة كثيراً من التماثيل التى تمثل القطة في صور شتى توددا اليها ولبعض هذه التماثيل جسم امرأة ورأس قطة لطيفة ويمثل بعضها قطة ترضع صغارها.
لكن المدهش هو ما أكده خمسة من علماء المصريات الاجانب هم جان دوريس وإف.إل. ليونيه و أيه.أيه. إس إدواردز وجان يو. يوت وسيرج سونرون في كتابهم الموسوعي «معجم الحضارة المصرية القديمة» عن أن المصريين عرفوا «توم» و«جيري» قبل اكثر من 3300 سنة وأن النزاع بين القط والفأر كان موضوعا عاما للادب الشعبي في تلك الفترة .
حيث عثر على العديد من الصور المرسومة على «الاوستراكا» وعلى أوراق البردي بشكل تهكمي ومكتوب عليها «تصبح القطة عبدة لدى مدام فأرة » ويهاجم جيش من الفئران فرقة القطط المسكينة المحبوسة في قلعة ويرجع علماء للمصريات بينهم الاثري المصري أحمد صالح عبد الله أول ظهور لرسم كاريكاتيري للقط والفأر إلى حوالي عام 1300 قبل الميلاد.
لكن المصريين والذين مهما صادفهم من سوء حظ تجدهم مبتسمين على الدوام رمزوا لنزاع القط والفأر بصراع الملك والشعب فكان يرمز بالقط إلى الملك فكان يرمز بالفأر إلى الشعب لكن الفأر النحيل الجسد في قصص وصور المصريين القدماء كان هو المنتصر دائما. إذ كانت القصص الشعبية الفرعونية تنتهي دائما بنهاية سعيدة وبانتصار الحق على الباطل.
وبقى أن نعرف أن القط وفد إلى أوروبا من مصر عن طريق بلاد الاغريق الذين أدهشهم تقديس المصريين القدماء للحيوانات، ويعتقد الكثيرون من المتخصصين في علوم الحيوانات أن القطط الانجليزية القابعة على أسطح المنازل تنحدر من سلالة القطط المصرية | |
|